عبد الرحمن بن عبد الخالق
الإيمان حمد وتسبيح:
الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - يشتمل على أمرين: الحمد والتسبيح، فالحمد هو الثناء على الله - سبحانه وتعالى - بما هو أهله. والتسبيح هو تنزيه الله - جل وعلا - عما لا يليق به، ولا هو من صفته وفعله - جل وعلا -، وإن شئت فقل الإيمان نفي وإثبات: فالنفي معناه تنزيه الله عما لا يليق به، والإثبات هو الثناء على الله - جل وعلا - بما يتصف به من الصفات والأفعال والذات.
لا يحيط بالله علماً إلا الله:
فأما محامد الله - سبحانه وتعالى - فإنه لا يحيط بها إلا الله، لأنه لا يعلم من هو الله على الحقيقة إلا الله، وأما الخلق من الملائكة والجن والإنس فإن عقولهم لا يتسع علمها للإحاطة بالله علماً، قال - جل وعلا - عن ملائكته: {يعلم ما بين أيديهم ما خلفهم ولا يحيطون به علماً}.
فالملائكة المقربون بالله - جل وعلا - لا يحيطون علماً بالله، فالله - سبحانه وتعالى - أجل وأعظم وأكبر من أن يحيط أحداً علماً به، وأما هو - سبحانه وتعالى - فقد وسع كل شيء علماً فما من ذرة فما فوقها خلقها الله في السموات والأرض إلا وهو يعلمها منذ برأها، ويعلم كل ما يجري عليها من التصريف والتحويل لحظة بلحظة...قال - تعالى -: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}، بل وما لم يخلقه الله قد أحاط الله علماً به إذا كان كيف يكون.