مللت الحروف
مللت الكلمات
مللت زركشت الصفحات
واشتقت كثيراً إلى بُكَاءِ الحبر
وعبثاً أحاول البحث عن أبجدية
أخون فيها وَطَنٌ فقد أصابعه وأذنيه وأعمي على بصره
هنا سـ أهِبُ الصفحة[.. روحي ..] لتفتعل بها ما تشاء
ســألعن نفسي فوق الألف
ســأنتحر عارياً من كل شيء
أمام حانات فلسطين وبغداد
ســأحتسي كأس خمري الأخيرة
وأنتم أيها السادة ....
لاتدعو ليّ بالمغفرة والهداية
بل
أقبلو ...
هلمو ...
شاركوني
نخب عزرائيل
وقرع الكؤوس
وسكب الخمر على الطاولات
.. هنا ..
قررت أن أكون وقحاً بما فيه الكفاية
ونذلٌ جداً لا يستحيه شيء
متمرغاً في وحل الرذيلة ..
فـــ هلِمْوُا إليّ
بــِ ملائكتكم ...
لتلعنني جهراً
و
رغم ذلك سأكمل طريقي إلى القدس ..
مع يقيني أنني أضعته
سأحمل صولجاني على كتفي
و أنتشي بجراحاتي و كثير انهياري ..
يا سادة العرب العنوني
إن أتيتم إلى هنـا ..
اقذفوني
صوبوا رماحكم لصدري و ظهري ..
ولكني
سأصل البرتقال .... قبل أن يسقط ،
وانتشي حبات اللوز .... قبل أن تجف ..
و سأموت حينما أنهي ترتيل سورة يس وال عمرانَ
.::.
إني أتحرك كالموتى ،
أحاول أن أتشبث بخيوط تتدلى من السماء ،
روحي تسقط وسط ظلام دامس ،
أغرس ضلعي الأيمن زيزفونا أصفراً ،
و أني ضللت لآت ِالطريق قدمي
انها هي التي فقدتها على رصيف مدجج بالشوك ،
ووجه أبي الراحل ..
أطرق حانة المدينة المهمشة ،
تنتشيني رائحة الوجع المنتشيةعلى أغصان الأمل ،
فانا قبلت جبهة السقوط طويلا ،
أطلبو لي تبغاً وقدحاً من نبيذِ مسكر ،
اشتم به قطعة ثلج سوداء،
أغطي بها الكثير من ضياعي المتأخر ..
الآن
أحتاج أن أهرب مني ،
من جلدي ،
أسلخه عن عظمي ،
الوذ بالفرار من أفكاري و أشيائي الصغيرة ،
من أرجوحة الأطفال ،
و غيرة الرجال ،
فلغيرة الرجال كما قال القصير فعلُ الخنجرِ
سأطلب شنقي على جذع شجرة زتون
وأعلق تهمتي على جبهتي
و أسلم مفاتيح القلب لسجان فلسطين،
سأثمل اليومَ كثيراً
و غدا ..
لن أبرح ارضي
و الحانة
و الكأس
و ضجيج اللحد
و الخيبة العتيدة .. بداخلي ،
لا أعلم
هل يجوز ليّ فتح فمي !!
وإطلاق الماء من حنجرتي ،
و البكاء .. !!
سأرفع قبعتي،
و أقف مسلوخاً من كل الاشياء
إلا
من الإنتكاسات العشر ،
سأوزع نيشان الصفعات على جُندالإحتلال ،
و أنقذ الشقيق من سيف أخيه ،
و ألثم يدالقدر أن ترحم صرخة أم ثكلى ،
ساستجير بعزرائيل من تلابيبه ،
و أدعوه ليؤخر قطارات المرافيء ،
سأنفخ في الريح صرختي
و أشرد أفكاري على حبل الغسيل
هنــا..
سأفجر رصاصات برأسي ،
و أتلذذ بنكهة الإنتحار الشهي ..
سأقيم الخطايا جميعها
.. سأرتكبها عمداً ..
و لن أعلن التوبة ..
سأمنح نفسي لزبانية الجحيم عن طيب خاطر ،
و أنتشي بالنار
واقطم قواريرالسخط ليندلق اثار اللعنة على الجميع ..
بما فيهم أنــا
مخـــرج ...
إني ألوذ ..
فهل من ملاذ باقٍ
بعدما سحقتني حوافر الخيبةُ ،
و التحمت بي جدران تميد على خاطري ..
و بعدما حلفت يمينا أنني مجرد ذكرى إنسان
و بعدما رفعت رأسي عاليا لأقيس ارتفاع رايات العرب
و لازلت الأضخم و الأطول ..!
و بعدما تورطت في سيجارة حمراء
أنفث دخانها بقلبي ،
و بعدما شربت الخمر
و بعدما لم يعد يهمني شيء ...
لا رجلاً عشقته ..
و لا وطنٍ ..
و لا أهل ..
ولاقوميه ..
قررت أن آتي إلى هنـا ،
لأتمم جنوني ،
أنحر براءتي ،
و أرتكب مجازر في مدنٍ من الاشعار
وأبصق في وجه الخيبه ثلاثا ..
سحقاًيا بلداً هجرتها الملائكة ،
واحتكمت فيها الشياطين ..
وسحقا ًلـكل [.. الأشياء ..]
و عذرا للشيخ " ياسين " ..
عذرا لأطفال الحجارة فقد صرنا حجارة ..
الأجدر بها أن تقذف في قعر الجحيم
و عذرا " لناصر " ، و " نزار " ،
و الأقلام الحزينة
عذرا كذلك
" للامهات الثكلي " ،
و عذرا للأنبياء ..
و
عذراً
لغزة هاشم
هنا
سأكسرقلمي ،
واحطم جبهتي
أغيثوني ان أستطعتم من عروبتي ..
اختكم المحبة(عاشقة الموت)