MAX1 essa // المدير العام
المشاركات : 58191 العمر : 34 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 20 الاوسمة : رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: مـــدونة الخميس نوفمبر 27, 2008 11:13 pm | |
|
اذا كان الحب جزءاً من حياة الرجل فهو حياة المرأة كلها.. وإذا كان الحب عند الرجل رياضة فهو بالنسبة للمرأة عمل وشغل شاغل.. وان كان الحب فصلاً من كتاب الرجل فإنه هو كتاب المرأة من الغلاف إلى الغلاف.. المرأة لا تستطيع ان تعيش - بمعنى تحس بوجودها وسعادتها - الا بوجود الحب في حياتها.. ان تكون محبوبة اولاً.. ومحبة ثانياً.. وهي اذا أحبت أخلصت.. وفت وصدقت اكثر من الرجل.. بشكل عام.. بل ان المرأة لو مات حبها او حبيبها ظلت تروي شجرته بدموعها وذكرياتها حتى تظل تلك الشجرة خضراء.. دموع المرأة الصادقة في حبها تسقي شجرة الحب الذابل فلا تموت.. تظل خضراء مورقة في ذكرياتها مع الحبيب، وتظل تناجيها حتى تنتفض بالحياة. ٭ ٭ ٭ ومع ان المرأة تحب.. وتكتم.. وتزيد.. وهي تمور عواطفها بالحرارة وهي في ظاهرها.. باردة.. في كثير من الاحوال. الا ان الشعر يكشف المستور، ويفضح المكنون، اذا كانت المرأة شاعرة - وسمحت لها الظروف.. بالبوح - فإن طائر الحب في قلبها يغرد بصوت مسموع، ويظل دائم التغريد. (فتافيت امرأة) هذا عنوان جميل لديوان شعر فيه رقة.. وعذوبة.. وحب.. للشاعرة (سعاد الصباح) التي تقول الشعر الفصيح.. والشعبي.. وان كان الاول عندها أغزر وأكثر. ومن (فتافيت امرأة) نختار لك أخي القارئ بعض المقطوعات لتجد ان شخصية المرأة عطر في زهرة، وان الحب هو عطر تلك الزهرة، وان الشعر هو الذي يجعل ذلك العطر يضوع ويملأ بعبقه الزكي ارجاء المكان.. والزمان. ٭ ٭ ٭ «يا صديقي: انا ألف امرأة في امرأة وانا الامطار والبرق وموسيقى الينابيع ونعناع البراري وانا النخلة في وحدتها وانا دمع الربابات، واحزان الصحاري يا صديقي: يا الذي يخرج من منديله ضوء النهار يا الذي اتبعه حتى انتحاري كم تمنيت بأن تصبح في يوم من الايام، قرطي.. أو سواري! يا صديقي: انني اخترتك من بين الملايين فهنئني.. على حسن اختياري» ٭ قلت: لو تحقق للشاعرة المبدعة ان يصبح ذلك الرجل سوارها.. او قراطاً في أذنيها.. ما كانت لتسعد ان كان مرادها ان يطيعها كأس وريديها، فحين يكون الرجل (خاتماً في يد زوجته) تفعل به ما تريد، فإنها تشقى به وتحس انه ليس كامل الرجولة، والمرأة لا يمكن ان تحب رجلاً الا وهي تحس انه كامل الرجولة، سواء كان كذلك ام لا، المرأة حين تحب رجلاً تحس نحوه أرقى إحساس. إن كان تعبير الشاعرة كناية عن الطاعة، فهي كناية تذكرني بقول ابن لعبون: يوم ان مي لي تقوم قومة المأموم من خلف الامام كلاهما كناية عن الطاعة التامة.. الطاعة العمياء.. وهو امر يوده الرجل العاشق.. ولا توده المرأة العاشقة بهذا الشكل المطلق.. وشاعرة مبدعة كسعاد الصباح لا اعتقد انها تريد ذلك، الارجح والأوضح انها تريد (الملازمة) تتمنى ان يلازمها محبوبها ملازمة سوارها لمعصمها وقرطها لأذنها.. والقرط دليل على ذلك فهو لا يكنى به عن الطاعة.. ولكن عن الملازمة. وملازمة الحبيب للحبيب غاية المراد من رب العباد! وكناية الشاعرة عن ملازمة الحبيب بالقرط.. والاسوار.. فيها حميمية.. وشفافية.. وحلاوة اقتراب.. وتقول في هذا الديوان الجميل (فتافيت امرأة) وهي القصيدة التي حمل الديوان عنوانها، وحملت في معانيها أرق المشاعر، وصورت حب المرأة حين ينطلق بعاطفتها كالصاروخ: «أيها السيد.. إني امرأة نفطية تطلع كالخنجر من تحت الرمال تتحدى كتب التنجيم والسحر وارهاب المماليك واشابه الرجال انني امرأة مجنونة جداً.. ولا وصف لحالي!.. ان عشقي لك من باب الخرافات فلا تكسر خيالي ٭ ٭ ٭ ايها السيد ماذا بمقاديري فعلت؟ لم يعد عندي انتماء غير انت! انك القومية الكبرى التي تربطني وتعاليمك يا مولاي أحلى ما قرأت كل أوراقي التي أحملها في سفري فوقها رسمك انت! والمرايا.. لا أرى وجهي بها بل أرى وجهك انت! و(الكاسيتات) التي اسمعها في خلوتي.. عكست ذوقك انت! لم يعد عندي مكان بعدما استعمرت كل الامكنة لم يعد عندي زمان بعدما صادرت كل الأزمنة انت سقفي وغطائي والسند لم يعد عندي بلاد بعدما صرت البلد ايها المحتلني شبراً فشبرا انت الغيت عناويني جميعاً فإذا ما هتفوا باسمي فالمقصود انت! ٭ ٭ ٭ سيدي يا سيدي أيها الحاكمني من غير قانون ومن غير شرائع. أيها الحابسني كالماء ما بين الاصابع أيها الطفل الذي لم استطع تهذيبه والذي اهديته الصيف وأهداني الزوابع أيها الطفل الذي اخرجته من جسدي كم انت رائع!. قلت: انه حكم الحب أقوى من حكم القانون وأمره يسري على العشاق لا يعرف الاستئذان، وخاصة المرأة انه يهبط عليها في لحظة مملوءة بالاعجاب والسكون.. وربما كان تعبير الشاعرة (بالطفل) تعبيراً عن الحب نفسه.. هذا الطفل الجميل الذي يولد فجأة.. «أيها السيد أهلاً بك في هذي المدينة انا خبأت بشعري لحبيبي يا سمينة أيها المحتلني من غير انذار وخيل وجنود أيها الساقط فوقي كالرعود: كان لي قبلك أرض وحدود واصغت الأرض في الحب.. وضيعت الحدود..»! قلت: ان كان الحب احتلالاً فهو أجمل احتلال، الحب بمعناه الوله الشفاف وليس بمعنى حب الامتلاك.. الاول فرح.. وعطاء.. شوق.. ووله.. والثاني أنانية.. وغيرة سوداء.. «أيها السيد: اخرج من جهازي العصبي من كتاباتي وصبري وسطوري وشرايين يدي أيها السيد أخرج من رذاذ الماء ينساب على جسمي صباحاً. من دبابيسي.. أمشاطي.. وكحلي العربي». قلت: لقد خرج في شعرها، قذف الشعر عواطفها كالصاروخ في فضاء العاطفة اللامتناهي.. ان العاطفة مع الحب الصادق.. اللاهب.. لا تتناهى.. وكذلك الذكرى، ان الخنساء تقول: يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره بكل غياب شمس والعاشق الصادق كل الأشياء تذكره بحبيبه، خاصة الاشياء الجميلة: «أيها السيد: انني كنت في بحر بلادي لؤلؤة ثم ألقاني الهوى بين يديك فأنا الآن فتافيت امرأة أيها السيد: لو حاولت ان تمسكني لن ترى الا فتافيت امرأة لن ترى الا فتافيت امرأة»! اذا حلق الشعر سكت النثر.. غير اننا نقول ان الحب جميل.. والشعر جميل.. وهما معاً.. الحب والشعر.. فيض من العواطف والصور.. والاحلام.. فإذا قرأنا شعر الحب الصادق سرت روح الجمال فينا.. ومن حولنا.. وملء الآفاق.. ٭ ٭ ٭ إن الحب اذا مس بجناحه الساهر أي امرأة.. حلق بها.. فإن كانت شاعرة.. وقادرة على البوح دون خوف اجتماعي.. فإن الشعر يرفع عواطفها كالصاروخ.. بحيث تظل محلقة في الفضاء.. وقد تتجاوز حدود الجاذبية. وكل امرأة تصبح شاعرة اذا مسها الحب.. وللشعر لغات: لغة العيون.. والحركات.. وارتعاش الكلام على الشفاه. وأجمل امرأة هي التي ترتعش الكلمات على شفتيها من شدة الحب. ٭ ٭ ٭ وتظل المرأة شابة طالما وجدت الرجل الذي يحبها.. وتحبه.. والمرأة أشد أعدائها الزمان والكراهية.. ان تكون مكروهة.. أو تكون عجوزاً.. الحب الصادق وحده يبعد عنها هذين الشبحين. وقد سئلت اعرابية تزوجت شاباً: هل انت تحبينه؟ فقالت: المهم هو ان يحبني هو.. واعتقد ان كل امرأة تتمنى ان تكون محبوبة أولاً.. هذا الشيء أساسي.. من الناحية العملية والشعورية.. فالذي يحبها سوف يكرمها.. بل يدللها.. فإذا كانت تحبه كما يحبها فتلك الغاية.. المشكلة حين يكون الحب من طرف واحد.. من جانبها هي.. هنا تتألم بشدة.. أكثر من ألم الرجل. ولو كان لطيفاً معها.. الرجل اذا احب المرأة سعد بها ولو لم تبادله الحب.. سعادة نسبية على الاقل.. اما المرأة فخوفها على من تحب.. ولا يحبها.. خوف يأكل سعادتها به ولو كان زوجها وكريم التعامل معها. ٭ ٭ ٭ وتقول الشاعرة الشعبية (تغريد العبدالله): «اشتاق واهرب من حنيني واجافيك وتصدر وتارد لك هواجس فكري اصدق حواراتي معك تنتهي فيك ويضيع في زحمة معاتبك حذري واخذ قرار البعد واعاف طاريك وبعتيق من سرد القناعات صدري وابدا اخالف مشرقك غرب وانفيك خارج مساحات اهتمامي وصبري واتبعثر برغبات شتى تدنيك من خافقي مره ويبعدك خبري ان جفيت اللي على الناس مغليك وارجع الم الجرح واهديك عذري قلبي زرعك احساس مرهف يناغيك وازهر وجودك في مساحات عمري لا اقدر على واد التشرد واصافيك ياللي على عذاباتك مراري وقهري ولا اقوى اخللي جفوتي لك تعنيك غالي غرامك بالمعاليق يسري ما بين صدوود قلبي يجاريك ما اقدر اعيش العمر دونك.. وتدري!» إن حيرة المرأة مع الحبيب - كما في هذا الشعر - تأتي من شدة عواطفها.. فالمرأة كتلة من العاطفة.. وقد لا يكون بين دمعتها وبسمتها غير لحظة.. وكذلك رضاها وغضبها.. وقد تغضبها اشياء صغيرة في عين الرجل.. والعكس.. كل ما يوحي بالاهمال يغضبها. وهي حساسة لتعابير الوجه.. وجه الرجل الذي تحبه.. وكثيراً ما ترى مكانتها عنده في تعابير وجهه في لحظة ما.. ولهذا يكثر تمزقها بين العواطف كما في الشعر السابق، و(تبعثرها) كما قالت الشاعرة: «واتبعثر برغبات شتى تدنيك من خافقي مره، ويبعدك خبري: انك جفيت اللي على الناس مغليك وارجع الم الجرح واهديك عذري» ولعلها تهدي العذر لنفسها وليس له.. فهي تلتمس الاعذار لتطمئن انه يحبها.. ولكنها لا تستقر على حال: الشكوك والهواجس تطوف بها.. ومن حولها.. ترفعها.. وتخفضها.. تشقيها وتسعدها.. وليست تلك مشكلتها وحدها.. مشكلة كل عاشق وعاشقة - وخاصة العاشقات فالمرأة اشد عاطفة وأعنف حساسية، والحساسية تختلف عن الاحساس.. فهناك من يحس بروعة الربيع ويتنشق شذا ازهاره في حبور.. وهناك من يصيبه الربيع وزهوره بالحساسية.. ٭ ٭ ٭ إن المرأة استطاعت تحويل (الحب) من (غريزة) الى عاطفة.. بالحراير والعطور.. بالمظهر الجميل.. بالتجدد الدائم.. وبالزينة المدروسة.. والموهوبة.. فإن العكس صحيح: المرأة التي تغالي في الزينة.. وتبالغ في المكياج - قد تحول الحب نفسه الى غريزة عابرة.. ان المرأة - بذكائها - استطاعت على مر السنين إطالة عمر حبها قدر الامكان، بالتجدد والزينة المدروسة.. ولكنما يطيل عمر الحب اكثر.. بل يجعله معمراً.. معاً حتى الممات.. هو جمال الروح.. لا جمال الاجساد.. الاول يبقى ما بقي الإنسان.. والثاني كالزهرة.. عمره قصير
| |
|
ابو فلسطين مشرف القسم الاسلامي
المشاركات : 2534 العمر : 34 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 12 الاوسمة : رقم العضوية : 100 تاريخ التسجيل : 29/11/2008
| موضوع: رد: مـــدونة الأحد يناير 25, 2009 10:33 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
مشكووووووووووووووووووووووووووووور اخي عيسى موضوع جميل بارك الله فيك ننتظر كل جديدك تحياتي البوليس | |
|