MAX1 essa // المدير العام
المشاركات : 58191 العمر : 34 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 20 الاوسمة : رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: مسافرة على شراعات الامل..!! الخميس نوفمبر 27, 2008 11:42 pm | |
| ثلاثُ ساعاتٍ سفر .. يحدقُ فيّ ويبتسم . ثلاثُ ساعاتٍ سفر .. أغضُ الطرف عنه وأبتعد .. ولا يبتعد . ماذا يريد هذا الوجة المبتسم ؟ ماذا يظن ؟ ! أأنا من هاتيك اللائى وقعن صرعى جمالِه وبهائه ؟! أأنا من ترضى فى الهوى بمن كانت يداه بالتجارب مخضبة ؟ . قولوا له .. أنا لست ممن يقعن بنظرةٍ , وببسمةٍ ! . ولماذا جاء فى السفر ؟ .. وبنظرةٍ بها كل مكرِ الدُنَى يُطِلُّ نحوى ويبتسم . أشحت عنه الوجه بعيدا وقلتُ حتما يَمَلُّ منى , ويبتعد .. أدرت عينى نحو الأرض من زجاج النافذة . الله .. أحب رؤية الأرض تُنْتَهَبُ تحت عجلات السفر .. وسرحتُ من خلال النافذة , ثم رفعتُ الطرفَ خلسةً كى أرى ماذا جرى . مازال يحدقُ بى ويبتسم ! .. وكلما أجلت الطرفَ أراه يحدقُ ويبتسم . وأنا لا أملكُ سوى أن أغضَ الطرفَ وأن أعُضَّ على الشفاهِ كى ما ابتسم . ماذا تريد ؟ .. أما مللت ؟ تجئ دوما من السفر .. تقف أمام النافذة , أو تتبعنى أنَّى ذهبتُ .. وإنْ قفلتُ عائدة . ماذا تريد ؟ أما تستحى ؟ الناس كثرٌ حولنا .. أتريد أن يلوكوا حولى الألسنة ؟ . قلتُ أغمضُ عينىّ ( كى لا يرانى ! ) .. وأفوزُ من النومِ ولو سِنَة . وفتحتُ عينى على شجارٍ بالحافلة , لأراه مازال يحدقُ بى ويبتسم . خبأت وجهى بكلتا يدى كى لا يرانى وأنا أبتسم . أدرت بوجهى , وشُغِلْتُ بالحديثِ مع جار السفر .. وشُغْلى الشاغلُ .. أما زال يحدقُ بى ؟ أهو ينتظرنى ليبتسم ؟ ولما الطريق بنا استدارَ .. رفعتُ وجهى كى ما أراه , فما وجدتُهُ .. وَسَطَ الهامات التى كان يطل من بينها ليحدقَ فىّ ويبتسم . أدرت وجهى هنا وهناك .. أمامى .. ورائى .. قُبِضْتُ وقلتُ : حتما لقد ملَّ منى وما انتظر . وما كدت أقطب جبينى .. حتى لاح يحدقُ فى خبثٍ ويبتسم . تنهدتُ وصدرى يعلو ويهبط .. ويموج ما بين الضلوع ويضطرب . أتلعبُ معى ؟ .. أتضحكُ منى ؟ أما قلتُ ماكراًُ , خبيثاً , يروغ لكى يصبو الى ما يريد ! . ثلاث ساعات سفر .. قلبت رأسى على عقب . حادثٌ مرورىّ .. هو غيرُ عابئٍ له .. وإنما يحدقُ بى ويبتسم . قلت بكتفىَّ .. ولو وأطرقت كى ما أُدارى خفقانَ قلبى .. ورغما عنى أبتسم . ( حمدا لله على سلامة الوصول ) .. هكذا قال لى أحدُهم . أهكذا مرت ساعاتٌ ثلاثٌ فى السفر ؟ . أهكذا مرت كبرقٍ أو كلمحٍ بالبصر ؟ . أما كان لك أن تطولى يا تلك الساعات من السفر . أحضانُهم .. قبلاتُهم لا تمنعنى من بحثى عنه أو من اختلاسٍ بالنظر ... وهو لا يغادر , ويغمضُ عينيه , كمن يقول : حمدا لله أنكِ طيبة ..وما زال أيضا يبتسم .
سرتُ ومن معى فى حافلة .. وسار هو فى حافلة . نسبقُه فيعودُ يلحقُ بنا ويرمى بنظرةٍ ويبتسم . قلبى يكاد من أضلعى ينخلع .. أتوارينى تلك الجُدُرِ المصمتة .. ويُوارَى عنى هذا الوجه البشوش الحنون .. لهذا الشقى المبتسم . مضى بى نهارانٌ وليلة .. لم يرسل إلى ولو برقية . يا لك من شقىٍّ ماكرٍ وصلت الى ما تريد .. أوقعتنى .. وتركتنى .. أتريد أن تذلَّنى .. أذهبتَ عنى ولن تعودَ ثانية .. ألن تعودَ تحدقُ بى وتبتسم .
بدأتُ رحلة عودتى على أملٍ .. أنى أراهُ ينتظرُنى ويبتسم . فما وجدته .
وقلتُ أحضر تذكرة السفر .. لحين يأتى ويعتذر .. بمشاغلَ .. أو بما هو يقهرُ . ولسوف يمسح غضبتى حين يومئ الىّ , ويبتسم . قال الموظف : ماذا تريدين ؟ فقلت : تذكرة .. على شرط .. أن تكون قُبالته . ارتسمتْ بعينه أسئلة , لم ينطِق بها .. وكدت أراه هو الآخر يبتسم !! فأجبته : عذرا .. أريد مقعدا بجوار النافذة .. ليس بها سجائر مُدَخَّنَة . أخرج الموظف تذكرة .. وناولنيها .. لكنه ما زال أيضا .. يبتسم .
أسرعتُ نحو الحافلة .. لم يعد هناك متسعٌ من الأزمنه . تَلَفَّتُّ حولى كى ما أراه .. لكنه .. رمى إلىّ سهما بقلب قلبى , قد رشق . ولعله يرمى بسهمٍ آخرٍ .. قلباً آخرَ .. يحملقُ فيه ويبتسم ! .
صعدتُ دَرَجَ الحافلة .. تَفَحَّصْتُ الوجوهَ الراكبة .. جميعُها يحدقُ فىّ .. لكنها لا تبتسم . تَنَهَّدْتُ .. وارتميت على مقعدى بجوارِ النافذة . تَطَلَّعتُ كى أراه يلهثُ خلف الحافلة .. حتى يزولَ حنقى عليه .. بمجرد أن أراه - فقط - يبتسم .
ثلاثُ ساعاتٍ سفر .. يا طولها .. اشتعلتْ بها كلُ النيرانِ من الغضب . غيْرَى أنا ويستبدُ بى القلق حينما يخطرُ ببالى أنه .. مع أخرى , يحدقُ فيها ويبتسم . ألمٌ وحيرة .. غضب ٌ وغيرة .. هى كل حصاد تلك الساعاتِ الثلاثِ الطوالِ , المستبدةِ من السفر .
غادرتُ تلك الحافلة , وأنا مثقلة ..بما لك أن تتخيله , وما لا تتخيله . ما كدتُ أطأ الأرضَ حتى وجدتُهُ .. نعم .. يا لهفتى .. وجدتُهُ . يحدقُ فىّ .. لكنه لم يبتسم . بل كان صوتُ ضحكه عاليا فكأنما يريد أن يقول : يالك من متكبرة .. أما آن لك أن تُقرِّى بما لديك يا ذات القسوة المتجبرة . أشار بأن الوقت متأخرٌ ولزام علىّ أن أُوصِلك .. تَنَهَّدتُ ولم أردْ .. وإطراقتى تقولُ : موافقة .. وكلانا كان يبتسم . وأمام بابى ودعتُه , وقلت : كَفَى . قال : إذاً بالغدِ يكون المُلْتَقَى – كما دائما – وبنفس الموعدِ .. أومأتُ رأسى بالإيجابِ دون أى ترددِ . وتركتُه .. ينظرُ الىّ فى تحنان , ويبتسم .
دخلتُ إلى حجرتى .. وفتحتُ شُرفتى .. ما زال يقف أمام بابى يحدقُ فىّ ويبتسم . محى لى تلك الساعاتِ الثلاثةِ الأخيرةِ فى السفر .
أيهٍ .. وأهٍ أه .. كم أنت رائع ياذا الوجهِ المحدقِِ بى ويبتسم . همـسهـ: (حتى وإن لم تكتمل ... كم أنت آآآآسر .. بل قاتل أنت يا وجه القمر)
| |
|
MAX1 essa // المدير العام
المشاركات : 58191 العمر : 34 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 20 الاوسمة : رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: رد: مسافرة على شراعات الامل..!! الخميس نوفمبر 27, 2008 11:43 pm | |
| | |
|