هذه هي قصة إسلام الإخوة الثلاثة النصارى الذين منّ الله عليهم بالإسلام وكنت بفضل الله سبباً في ذلك.. تبدأ أحداث هذه القصة بعد صلاة فجر أحد الأيام عندما كنا نصلى بالمسجد الجامع بمنطقتنا وبعد أن صلينا كنت أقف مع أحد إخواني بجوار المسجد للاطمئنان على أخباره حيث أنه كان مشغولاً الفترة التي قبل هذه القصة مباشرة ولم أكن أره إلا مرة واحدة فقط كل أسبوع .. وأثناء كلامي مع أخي هذا فوجئنا بشاب يقترب منا ويسألنا عن أقرب عيادة لأحد الأطباء أو مستشفى وكان ظاهراً عليه علامات الإعياء والمرض الشديد فعرفنا سريعاً أنه ليس من أهل الحي الذي نسكنه لعدم معرفته بالأطباء الموجودين أو المستشفيات وكان الوقت مبكراً جداً ( بعد صلاة الفجر ) وكان صديقي على موعد للسفر فودعته سريعاً ثم اصطحبت السائل هذا إلى مستشفى صغير تسمى نهر الحياة وهي الوحيدة القريبة منا والتي تعمل في ذلك الوقت وللعلم فإن هذه المستشفى يملكها النصارى ويديرها النصارى ولا يعمل بها إلا نصارى وكانت هذه المستشفى تبعد عنا مسافة واحد كيلو متر تقريباً وبعد مائة متر فقط وجدت أن هذا المريض بدأت تزداد عليه علامات الإعياء والتعب ولا يستطيع أن يمشى فعرضت عليه أن أحمله ولكنه رفض في بادئ الأمر ولكن بعد ذلك شعرت بأنه فعلاً لن يستطيع أن يكمل المسافة إلى المستشفى ماشياً بجواري فحملته على كتفه بقية الطريق وحتى أُهون عليه وأُنسيه آلام المرض فتحت معه حواراً للتعارف بيننا فبدأت بذكر إسمى له ومكان سكنى فسكت هو ولم يخبرني باسمه فسألته عن اسمه حتى أُخرجه من دائرة الآلام بكلامه معى فأخبرني باسمه فقال ( مجدى حبيب تادرس ) فعلمت أنه نصراني وعلمت لماذا لم يرد أن يخبرني باسمه من تلقاء نفسه ثم توقع هو منى أن أنزله من على كتفي وأتركه يكمل طريقه بنفسه فقال لي الله يكرمك يا شيخ أحمد نزلني واذهب أنت حتى لا أُأَخرك فقلت له إن ديننا لا يأمرنا بذلك إنه يأمرنا بإسداء المعروف وفعل الخير لكل الناس ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف وبدأت أذكر له أكثر من ذلك طمعاً في إسلامه أو على الأقل أن يعلم حقيقة ديننا وأنه دين الرحمة في مواطن الرحمة وأنه ليس دين الإرهاب وأن الآيات الحاثة على الانتقام من الكافرين لها مواطنها وهى الحرب وما إلى غير ذلك من توضيح روعة الإسلام فشعرت أن ذلك يشق عليه لأنه مضطراً أن يسمعني وهو لا يستطيع ذلك لشدة الألم الذي كان يشعر به فسكت عن الكلام حتى وصلنا إلى المستشفى وعندما وصلنا إلى هناك وجدنا العاملين بالمستشفى نائمون فتعجلتهم بفتح الأبواب وإيقاظ الأطباء فرأيتهم يتحركون ببطء شديد مع أن المريض( مجدى ) يتأوه ويتألم بأعلى الأصوات ففطنت أنهم يهملوننا لأنني مسلم ( ذو لحية ) فبادرت بالنداء على المريض باسمه الذي يفهمون منه أنه نصرانى فقلت له( يا جرجس أقصد يا مجدى ) كأنني أخطأت عندما ناديته ولكن في حقيقة الأمر كنت أنا أتعمد ذلك ( وما ذلك إلا لأن اسم مجدي هنا فى مصر من الأسماء المشتركة بين المسلمين والنصارى فإذا قلت يا مجدي لن يفهم العاملون أنه نصراني مثلهم ) وتوقعت أن العاملون بالمستشفى لن يزيدهم في شيء معرفة أن هذا المريض نصراني ولن يزيدهم نشاطاً وإسعافاً للمريض معرفة ذلك من عدمه ودعوت الله بذلك أي أن لا تتغير معاملتهم للمريض بعد معرفة أنه نصرانى مثلهم وبالفعل تم ما توقعته وما دعوت الله من أجله وكان سبب توقعي لذلك أن هذا الوقت من الأوقات العزيزة على الإنسان ويحب فيها النوم وأن الله أخبرنا أنه أغرى العداوة والبغضاء بين النصارى بعضهم البعض وكان سبب دعوتي أن يتم ما أتوقعه أن يرى هو بنفسه الفرق في المعاملة بين المسلم والنصراني ، فالمسلم ليس من دينه ولكنه ترك وقته ومصالحه ومشى به حاملاً إياه على كتفه والنصارى بني دينه أهملوه مع ما يجده من شدة الألم وبعد أن وجد هو بنفسه هذه المعاملة السيئة منهم وجدته يبكى فقلت في نفسي أتتك فرصة كبيرة إنه يبكى حزناً على انتمائه لهذا الدين وانه لا يحث متبعيه على هذا السلوك الذي سلكته أنا معه فبدأت أطمع أكثر في إسلامه وقلت إنه الآن أقرب ما يكون إلى الهدى فقمت بتعنيف العاملون ونهرتهم على عدم إسراعهم في إسعافه ثم حملته إلى السرير للكشف عليه لتشخيص حالته وإعطائه بعض المسكنات حتى يهدأ ويشعر بالراحة فرفضوا أن يقوموا بالكشف عليه من الأساس إلا بعد دفع قيمة الكشف فسألتهم عن القيمة فقالوا إنها ثلاثون جنيهاً فقال هو لا يوجد معه غير خمسة جنيهات فرفضوا أن يبدءوا الكشف إلا بعد دفع القيمة كاملة فصرخت فبهم كيف تعلقون حياة شخص على دفع قيمة الكشف مقدماً فرفضوا ولم يكن معي وقتها أي نقود فليس من عادتي أن أخرج إلى صلاة الفجر مصطحبا نقوداً ولكن كانت معي ساعتي اليدوية الخاصة بي وكانت قيمتها تتعدى خمسمائة جنيهاً فعرضت عليهم أن يأخذوها ويتموا الكشف على المريض ثم أن لم أحضر لهم المبلغ كاملاً قبل يوم واحد أن تكون الساعة ملكهم فوافقوا هم على ذلك وكل ذلك يحدث أمام هذا المريض ( مجدى ) فبدئوا بالكشف عليه فشخصوا حالته على أنها بعض الحصوات في الكلى وأعطوه بعض المسكنات ( تحت حساب الساعة طبعاً ) ثم جلست بجواره على سريره حتى يطمئن بوجودي بجانبه وبالفعل أخذ يمسك يداي ويقبض عليها كأنه يريد أن يشكرني فبادرته بقولي ( متخفش أنا معاك لغاية ماتكون أحسن من الأول) فابتسم وقال بصوت خافت ( هوا كل المسلمين مثلك ) فقلت له ( إن هذه هي تعاليم ديننا لكل المسلمين وأن الذي لا يفعل ذلك هو المخطأ فليس العيب في الدين ولكن العيب في الذي لا يتمسك به ) فنظر إلي وقال مبتسماً ( أنت خلبوص أوى يا شيخ ) فبادلته الضحك وتبادلنا الضحكات والقفشات حتى أُأَنسَهُ فلما بدت عليه علامات الارتياح وذهاب الألم طلب منا العاملون بالمستشفى مغادرتها لأن المبلغ الذي سيأخذونه مقابل الكشف فقط وليس مقابل الإقامة فعلى صوت المريض ( حرام عليكم أنتم مبتخافوش ربنا أنا لسه عيان ) فعرضت عليه أن يأتي معي إلى بيتي فرفض وقال بل اصطحبني إلى بيتي أنا فوافقته على أن أجلس معه أمرضه ولأجل لو ساءت حالته خاصة أنه يسكن وحده وهو ليس من أهل الحي فوافق على ذلك ثم خرجنا معاً من هذه المستشفى إلى منزله ثم ذهبت إلى منزلي لإحضار نقود ثم ذهبت إلى المستشفى فأعطيتهم النقود واسترددت ساعتي ثم خرجت منها إلى السوق فأحضرت طعاماً ثم عدت الى مجدى فوجدته نائما فلم أرد أن أوقظه فتركته نائماً وقمت أنا بإعداد الطعام فلما انتهيت منه ذهبت اليه وجلست بجواره والطعام مجهز فلما استيقظ هو أطعمته ثم ذهبت لإحضار الدواء وعندما عدت وجدته نائماً فلما استيقظ أعطيته الدواء وأطعمته وهكذا ظللت معه أربعة أيام لا أتركه إلا للصلاة ثم أعود إليه مسرعاً أُطعمه وأعطيه الدواء وأغسل له ملابسه وأسهر بجواره ولا أنام حتى ينام هو وإذا استيقظ استيقظت معه لعله يحتاج مساعدتي وفى خلال هذه الأيام أُلمّح له عن بعد بأن ذلك من تعاليم ديننا بدون توجيه مباشر منى حتى لا يفهم أنى أفعل ذلك حتى يدخل في الإسلام فقط فقد كان شاباً ذكياً جداً وبعد أن أتم الله له الشفاء قلت له ( أنت الآن كويس لا تحتاجني معك سأتركك وإذا شعرت بأي ألم فاتصل بى وستجدني عندك بأسرع ما يمكن ) وكانت المفاجأة المذهلة العظيمة الجميلة إنها بركة العمل قد حلت سريعاً إنها المكافأة من الله لمن عمل لنصرة دينه إن هذا الشاب ( مجدى ) يسألني سؤال إنه أجمل سؤال سمعته بأذني فى الدنيا إنه يقول لى كيف أستطيع أن أدخل في الإسلام فلم أتمالك نفسي من البكاء الشديد وكان لهذا البكاء منى ( الغير متكلف ) مفعول السحر عند هذا الأخ فقام وعانقني وعانقته فأرشدته إلى الشهادتين والغسل ومكثنا معاً لمدة شهر تقريباً أقرب شخصين إلى بعض وفى هذين الشهرين أعلمه مبادئ الدين ثم قام بإشهار إسلامه في الأزهر الشريف وطلب منى أن أختار له اسما له في الإسلام فاخترت له اسم ( عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرءوف ) ففرح به كثيراً وطلبت منه أن يتكتم الأمر حتى ندبر له أمور معيشته في مكان بعيد عمن يعرفه من أهله حتى يستتب له الأمر ولكن بعد يومين فقط حضر له أخواه ليقيما معه فشعرا بتغير كبير على أخوهما حتى علما بإسلامه عن طريق الخطأ منه فعنفاه وضرباه ومنعا عنه الطعام وعذبوه تعذيباً شديداً حتى يعود إلى دينه ولكنه كان كالجبل فلما جربا معه كل المحاولات لرده إلى النصرانية فكرا في إلقاء الشبه عليه حتى يشككوه في الإسلام ويعود إلى النصرانية ولم يجدا أفضل من الشخص الذي دعاه للإسلام بأن يظهرا عجزه عن نصرة الإسلام أمامه فطلبا منه أن أحضر لمناظرتهم ففرح هو بذلك كثيراً وطلب منى الحضور ودعونا الله أنا وعبدالله أن يمنّ عليهما بالإسلام وبالفعل حضرت لمناظرتهما فمكنني الله من إبطال شبههما ثم أوضحت لهم المتناقضات التي في عقيدتهم وساعدني في ذلك أنهما لم يكونا على علم لا بديننا ولا بدينهم وظل أخوهم بأسلوبه معهم حتى طلبا الدخول في الإسلام ثم أسلما والحمد لله ثم أسميتهما ( عبد المحسن بن عبد الرحمن بن عبد الرءوف ) ( عبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الرءوف ) وبعد أقل من شهر توفى الأصغر منهم ( عبدالله ) وهو يصلى قيام الليل وهو يتلو قوله تعالى ( ورحمتي وسعت كل شئ ) ثم كفناه وصلينا عليه ودفناه فى مقابر المسلمين رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناته وألحقنا به على خير فلقد عرفته أقل من شهرين لم يفطر فيها يوماً فقد صام كل أيامه في الإسلام ولم يترك ليله لم يقومها وحفظ ثلث القرآن وفى ليلة وفاته أتياه سيدنا ( سلمان الفارسى وتميم الدارى ) وقالا له أكمل عندنا يا ( عبدالله ). أما أحداث المناظرة فهي كالتالي : قصة مناظرتي مع النصرانيين اللذين منّ الله عليهم بالإسلام : عندما علما شنودة وحنا بإسلام أخيهم مجدى ( عبدالله ) طلبا منه أن يقابلا الشخص الذي أسلم على يديه حتى يلقيا عليه الشبه ولا يستطيع أن يرد عليهم أو يدافع عن دينه فيؤثر ذلك في نفس أخيهم فيعود هو إلى دينه وكان ذلك بالطبع بعد أن جربوا معه كل الوسائل من إهانات إلى حبس ثم تعذيب مثل الصعق بالكهرباء والضرب بالكرباج وكان ذلك كله بعد محاولات إغراء منهم بالمال ولكن لم يؤثر ذلك فيه ولله الحمد فقبلت أنا مقابلتهم مع ما في ذلك من مشقة شديدة علىّ وخوفاً من أن أعجز عن رد شبههم لقلة علمي فيكون ذلك سبباً فى ردة أخيهم عياذاً بالله فوافقت بعد أن أفهمت عبدالله أنني ربما أعجز عن دفع شبههم ليس لأنها فعلاً شبهة أو أنه تناقضات في الدين ولكن ذلك سيكون لقلة علمي أنا ففهم هو ذلك وأخذنا ندعو الله أن يوفقني لدفع شبههم وأن يتم إسلامهم على أيدينا وذهبت لمقابلتهم وكان ما سأقصه عليك عندما دخلت عليهم ألقيت عليهم السلام وأنا أقصد به الشخص المسلم فيهم ( عبدالله ) فلم يرد علىّ السلام غيره ثم دعانى أحدهم للجلوس وبدأ عبدالله يعرفني بهما فقال هذا أخي شنودة وهذا أخي حنا ثم عرفهما بي فقال وهذا أحمد فلم يلبثا إلا أن دخلا هما فى الحوار سريعاً ..
شنودة : ماذا تقولون فى المسيح أحمد : نقول ما أمرنا الله باعتقاده أنه عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه حنا : نحن لا نقصد من هو أحمد : وماذا تقصدون شنودة : نقصد هل هو صلب أم لم يصلب أحمد : لا لم يصلب ولم يقتل وقد قال الله تعالى في سورة النساء ( وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً ) فالمسيح رفعه الله اليه ولم يقتله بنو إسرائيل فهو الآن حي في السماء الثالثة حتى يأذن الله بنزوله قبل يوم القيامة . شنودة : ولكن فى القرآن عندكم ما يخالف ذلك أحمد : وما هو شنودة : ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ) أحمد : أكمل الآية ( ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا ) شنودة : ولكن فيها ( ومتوفيك ) ! أحمد : ليست الوفاة التى فهمتها أنها الموت ولكنها سنة من النوم ألقاها الله على المسيح عيسى عليه السلام وقد قال الله تعالى فى سورة الانعام ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) فالنوم وفاة صغرى وقال تعالى فى سورة الزمر ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) فالنوم وفاة صغرى والموت وفاة كبرى . شنودة : فلم كان النوم ؟ أحمد : لقد أثبت العلم الحديث أنه كلما زاد الارتفاع عن سطح الأرض كلما قلت نسبة الأكسجين وزاد الضغط فلا يمكن للإنسان أن يصعد إلى أعلى بدون تجهيزات مسبقة ولذلك فإن سترة رائد الفضاء الواحد تتكلف ستة ملايين دولار لإعداد هذه التجهيزات وقد ثبت أيضاً أن الذي يصعد بدون هذه التجهيزات فإن أضلاع صدره لن تتحمل ذلك وسوف تتكسر وهذا ما قاله الله في سورة الأنعام ( ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد فى السماء ) فالنوم هذا هو التجهيز الإلهي الذي أعده الله للمسيح عيسى عليه السلام . حنا : ولكنكم تقولون إن نبيكم محمد صعد إلى السماء في الإسراء . وكان ذلك بدون هذه التجهيزات التي تتحدث عنها أحمد : هنا وقفت قليلاً ( ما الذى أستطيع أن أن أقوله فلو كان السؤال من شخص مسلم لقلت له سأبحث لك عن الإجابة ثم أخبرك بها ولكن هؤلاء نصارى يسألونني ليثبتوا أمام أخيهم تعارض ديننا مع بعضه فلا يمكن أن أؤجل الإجابة وكنت أيضاً أطمع في إسلامهم ) فسكت برهة أفكر في رد لهذا السؤال ثم أيقنت أنني بشخصي وبذاتي لم أكن لأجب على سؤال واحد من أسئلتهم ولكنها إعانة الله وعلى الفور تجردت من حولي وقوتي إلى حول الله وقوته وقلت في نفسي اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ودعوت الله فى نفسي أيضاً اللهم لا تجعلني سبباً للصد عن سبيلك لقلة علمي اللهم أنصر دينك وكان ذلك كله في أقل من عشر ثواني فلما سكت تهلل وجه الاثنين ( حنا وشنودة) فتذكرت عمل صالح عملته ذات يوم واستعنت بالله به ودعوت الله به فى نفشى وعلى الفور جائنى المدد والعون من الله فقلت لهم مجتهداً في إجابتي لم أسمعها من أحد من أهل العلم ولم أقرأها من قبل : ان سيدنا محمد لما صعد إلى السماء كان بصحبة جبريل ولم يكن صعوده بلا عودة حتى يوم القيامة بل إنه عاد إلى الأرض في نفس الليلة وقد رأى من الآيات والمعجزات الربانية الكثير ورأى صوراً لناس يعذبون ببعض ذنوبهم لذلك لم يلقى الله عليه النوم حتى يرى هذه المشاهد رأى العين ثم يحذر قومه منها وحتى يختبر الله المؤمنين الذين يصدقون بمثل هذه الأخبار العجيبة ممن ينقلب على عقبيه أمّا المسيح عليه السلام فكان صعوده إلى السماء بلا عودة حتى قبل يوم القيامة بقليل فيكون الناس الموجودين قبل يوم القيامة غير الناس الموجودين عند صعوده ولذلك لم يرى من الآيات مثل ما رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لذلك ألقى الله عليه سنةً من النوم وهنا تهلل وجه أخيهم عبدالله ثم حاول أحدهم أن يسألني سؤال آخر فقطعت عليه الكلام وبدأت أنا بالكلام وذلك لأنني مقتنع بشئ مهم وهو أنهم طلبوا مقابلتي ليثبتوا لأخيهم أن الشخص الذي كان سبباً فى إسلامه لن يستطيع نصرة دينه وقد أكرمني الله بالرد على أسئلتهم بإجابات مقنعة لهم وكان ذلك بتوفيق الله وحده فبدأت أشعر أنهم لو سألوني أسئلة أخرى بأنني سوف أركن إلى نفسي وأظن أن ذلك من فهمي ولباقتي واتساع أفقي وعندها يتخلى الله عنى وتكون النكسة فخفت من ذلك لأنه ( ليس كل مرة تسلم الكرّة ) ولربما يسألونني سؤال لا أستطيع الرد عليه وأيضاً لأن الشخص المسلم لابد أن يكون على مستوى الحدث وعلى مستوى الحوار فهو ( المسلم ) الذي يدير الحوار وهو الذي يلقى الشبه على غيره وهو الذي يبدأ الكلام ويتكلم وهو في موقف العزة وهو الذي يهاجم الآخرين في معتقداتهم الباطلة لا الذي يدافع دائماً وكأن موقفه ضعيف وضعفه هذا لن ينسب إليه هو ولكنه سينسب إلى دينه فاستحضرت بعون الله ما قرأته من تناقضات في معتقداتهم من خلال الكتب وخاصة كتاب ( هداية الحيارى في الرد على أجوبة اليهود والنصارى ) لابن القيم فقلت لهم أحمد : نرى لاعبو كرة القدم عند إحرازهم للأهداف يقبلون الصليب المعدنى الذى يرتدونه فى رقباهم ..... فلما ذلك ؟ حنا : لأنه رمز ديننا .. أحمد : وكيف رمز دينكم ؟ شنودة : المسيح كان مربوطاً على خشبة على شكل الصليب ولذلك نقول صلب . أحمد : وهل أنتم كنتم تحبون أن يصلب المسيح ؟ شنودة : بالطبع لا . أحمد : إذن كيف تعظمون شيئاً يذكركم بأمر لا تحبونه بل أنه يذكركم بضعف نبيكم وقلة حيلة ربكم أبو نبيكم ( تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ) واضطراب دينكم !! وهنا لم يستطع أحدهم أن يرد وتهلل وجه أخيهم عبدالله أكثر من ذي قبل وشعرت بأن ( حنا ) أقرب إلى الهدى من ( شنودة ) فأجاب شنودة مسرعاً لينقذ موقفه ولإحساسه بالخوف على ( حنا ) . شنودة : إن الذي صلب في المسيح هو ( الناسوت ) وليس ( الاهوت ) وقبل أن أذكر لك ماذا أجبته لابد أن أوضح لك ماذا يقصدون من هذه العبارة النصارى يعتقدون أن المسيح به جزء ناسوت ( مثل الناس ) وجزء ( لاهوت ) مثل الإله فالجزء الناسوت هو الجسد والجزء اللاهوت هو الروح ويزعمون أن الجسد هو الذي صلب وان الروح لم تشعر بأي شئ !! أحمد : وهنا وجدت نفسي فعلت شيئاً غريباً جداً معتمداً على الله في ذلك فقد بصقت على ملابس شنودة متعمداً فنظر إلي وهمّ أن يقوم إلي ليضربني أو يجذبني أو شيء من هذا القبيل ولكنى أسرعت له بالقول أحمد : هل ملابسك أكرم عليك من جسد ابن الإله على الإله ؟؟ هل من حقك أن تغضب لقطعة قماش عندك غيرها كثير وليس من حق الإله أن يغضب لجسد ابنه الذي ليس لديه غيره هل أنت تتحرك لشئ ليس من ذاتك والإله لا يتحرك لشئ من ذاته هل أنت تغار والإله لا يغار هل أنت أفضل من الله وهنا جاءت أول بشرى أول فرحة أول سرور إن ( حنا ) يقول : نعم هل إحنا أحسن من ربنا ديننا كله متناقضات ودينكم ليس فيه متناقصات بل إن الإعجاز العلمي كله في دينكم ثم قال كيف أستطيع أن أكون مسلماً ؟! فقلت له : شئ بسيط جداً , قل : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وعلى الفور قالها فكنت سعيداً جداً ولكن ............... سعادتى هذه لم تنسني أنه يتبقى ( شنودة ) وهنا تدخل أخيهم عبدالله في الحوار فقام واعتنق ( حنا ) وقبله وقبّل يديه وقدمه فتعجب ( شنودة ) من فعل عبدالله ثم بدأ ( شنودة ) ينصت إلىّ أنا وعبدالله وحنا وهم يتوددون إليه بطيب الكلام خاصة عبدالله الذي عقد مقارنة جميلة جداً بين الصلاة في الإسلام والصلاة في النصرانية والوضوء والصيام بأسلوب جميل رائع لم أرى مثله من قبل ولم نحتاج إلى كثير وقت وإقناع لشنودة حتى قال هو أيضاً أريد أن أسلم ونطق الشهادتين من نفسه وهكذا أسلم شنودة وحنا ولله الحمد وطلبا منى أن أختار لهما اسمين فأسميتهما ( عبدالمحسن ) و ( عبدالملك ) وكانت هذه قصة المناظرة التي بيني وبينهم. |