تعريف حق العودة :
هو
حق الفلسطيني الذي طرد أو خرج من موطنه لأي سبب عام 1948 أو في أي وقت بعد
ذلك، في العودة إلى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة
اعتيادية قبل 1948، وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني سواء كان رجلاً أو
امرأة، وينطبق كذلك على ذرية أي منهما مهما بلغ عددها وأماكن تواجدها
ومكان ولادتها وظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
لماذا يعتبر الفلسطينيون حق العودة مقدساً؟
لأنه
حق تاريخي ناتج عن وجودهم في فلسطين منذ الأزل وارتباطهم بالوطن، ولأنه حق
شرعي لهم في أرض الرباط، ولأنه حق قانوني ثابت، وحق الفلسطينيين في وطنهم
فلسطين ضارب في أعماق التاريخ، وجذوره أقدم من جذور البريطانيين في
بريطانيا، وبالطبع أقدم من الأمريكان في أمريكا.
هل لهذا السبب تمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة منذ نصف قرن وأكثر؟
نعم
. رغم أكثر من نصف قرن من الحروب والغارات والاضطهاد والشتات والتجويع
والحصار، تمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى الوطن، لأن كيان الإنسان
وهويته مرتبطان بوطنه، مسقط رأسه ومدفن أجداده ومستودع تاريخه ومصدر رزقه
ومنبع كرامته، ولذلك فإن حق العودة مقدس لكل فلسطيني، حتى الطفل الذي ولد
في المنفى يقول إن موطني بلدة كذا في فلسطين
ما معنى حق العودة غير قابل للتصرف؟؟
الحق
غير القابل للتصرف هو من الحقوق الثابتة الراسخة، مثل باقي حقوق الإنسان
لاتنقضي بمرور الزمن، ولا تخضع للمفاوضة أو التنازل، ولا تسقط أو تعدل أو
يتغيّر مفهومها في أي معاهدة أو اتفاق سياسي من أي نوع، حتى لو وقعت على
ذلك جهات تمثل الفلسطينيين أو تدعى أنها تمثلهم.
لماذا لا يسقط حق العودة بتوقيع ممثلي الشعب على إسقاطه؟
لأنه
حق شخصي، لا يسقط أبداً، إلا إذا وقع كل شخص بنفسه وبملء أرادته على إسقاط
هذا الحق عن نفسه فقط. وهذا بالطبع جريمة وطنية، ولكن حق العودة حق جماعي
أيضاً باجتماع الحقوق الشخصية الفردية وبالاعتماد على حق تقرير المصير
الذي أكدته الأمم المتحدة لكل الشعوب عام 1946، وخصت به الفلسطينيين عام
1969 وجعلته حقاً غير قابل للتصرف للفلسطينيين في قرار 3236 عام 1974.
ولو وقعت جهة تمثل الفلسطينيين صدقاً أو زوراً على التخلي عن حق العودة، ما تأثير ذلك؟
كل
اتفاق على إسقاط حق غير قابل للتصرف باطل قانوناً، كما أنه ساقط أخلاقياً
في الضمير الفلسطيني والعالمي، وتنص المادة الثانية من معاهدة جنيف
الرابعة لعام 1949 على أن أي اتفاق بين القوة المحتلة والشعب المحتل أو
ممثليه باطلة قانوناً، إذا أسقطت حقوقه.
إذا كان حق العودة نابع من حرمة الملكية الخاصة، هل معنى ذلك أن حق العودة لا ينطبق على من لا يملك أرضاً في فلسطين؟
ينطبق
حق العودة على كل مواطن فلسطيني طبيعي سواء ملك أرضاً أم لم يملك لأن طرد
اللاجئ أو مغادرته موطنه حرمته من جنسيته الفلسطينية وحقه في المواطنة،
ولذلك فإن حقه في العودة مرتبط أيضاً بحقه في الهوية التي فقدها وانتمائه
إلى الوطن الذي حرم منه.
يقولون إن العودة إلى أي مكان في فلسطين، إلى الضفة مثلاً، تعني تحقيق العودة للاجئي 1948 قانوناً. هل هذا صحيح؟
هذا
خطأ. لأن عودة اللاجئ تتم فقط بعودته إلى نفس المكان الذي طرد منه أو
غادره لأي سبب هو أو أبواه أو أجداده، وقد نصت المذكرة التفسيرية لقرار
194 على ذلك بوضوح. وبدون ذلك يبقى اللاجئ لاجئاً حسب القانون الدولي إلى
أن يعود إلى بيته نفسه. ولذلك فإن اللاجئ من
الفالوجة لا يعتبر عائداً إذا سمح له بالاستقرار في
الخليل، ولا اللاجئ من
حيفا إذا عاد إلى نابلس، ولا اللاجئ من
الناصرة إذا عاد إلى
جنين،
ومعلوم أن في فلسطين المحتلة عام 1948 حوالي ربع مليون لاجئ يحملون
الجنسية (الإسرائيلية) وهم قانوناً لاجئون لهم الحق في العودة إلى ديارهم،
رغم أن بعضهم يعيش اليوم على بعد 2كم من بيته الأصلي، إن مقدار المسافة
بين اللاجئ المنفي ووطنه الأصلي لا يسقط حقه في العودة أبداً، سواء أكان
لاجئاً في فلسطين 1948 أم في فلسطين التاريخية، أم في أحد البلاد العربية
والأجنبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ