اسرانا

لأسرانا*...
أغاني الحبّ نهديها
جذوراً صلبةً تمضي
تحطمُ قيدَ أقصانا...
لأسرانا
براكيناً شحنا الأرضَ أعواما
وهذا السجن من لحمي
تورمَ تخمةً حتى
كأنَّ البحرَ معدتُه
أنا في الأسرِ أيوبٌ
قهرتُ الصبرَ من صبري
ولم أعبأ بهامانا...
أُميّةُ كفَّ عن قتلي
صخورُ النارِ أطفئها
بإصراري
بلالٌ فيَّ قدْ كبّرْ
ولا قولٌ سوى أحدٌ
أُميّةُ كفَّ عن قتلي
تحاصرني بهذا السوط؟
تحاصرني بهذا السور؟
أنا ما لنتُ في يومٍ
وعظمي قطٌ ما لانا...
لأسرانا...
بنادقنا نربيها
قصائدنا نغذيها
وإنْ جاعوا
وإنْ عطشوا
فهذي المهجة الخضرا
عشاءُ الروحِ للروحِ
سنبرقها ونهديها
لأسرانا...
لأسرانا...
سنابلُ وردةٍ صفرا
تروحُ تحطُّ في شطة
وتغمرُ أرضَ أنصارِ
تهدهدُ نفحةَ الباكي
تبشرُ أرض مسرانا
بأمطارٍ وأشجارِ
وإعصارِ...
أسودٌ نحن يا أمي
قيودُ محاكمِ التفتيش نقهرُها
نمزقُها
وإنْ جعنا
فمِنْ جوعي
سيأتي فجرُ أيامي
وتشرقُ شمسُ أحلامي...
لأسرانا...
زهورُ اللوزِ والتينِ
ستثمرُ في قلاعِ الليل
براكيناً.. براكيناً
وألغاماً
وراياتٍ مخضبةً
تمدّ جسور عزتنا
وتوصلنا لأندلسٍ وأقصانا...
لأسرانا...
قلوبُ الأرضِ تلتهبُ
صلاحُ الدينِ عادَ اليومَ ينتفضُ
مساجدُنا
مآذنُنا وموتانا..
وأرضُ العُرْبِ أرقُبُها
سرقتُ العينَ أنتظرُ
فلا أحدٌ
لأسرانا
تأبطَّ واعتلى فرساً
ولكني رأيتُ العُرْبَ قد قاموا
على شاشاتِ مزيكا
وشيطانٌ يأمُّ بهمْ
بمحرابٍ لأمريكا
فصلوا عشرَ ساعاتٍ
تسابيحاً لمولانا...
وناموا بعدما سَكروا
وما عرفوا بأنّ لهم
وراء الليلِ إخوانا..
لأسرانا...
تضامنَ أنبياءُ اللهِ في صفٍّ
ويوسفُ قالَ أفديكمْ... سأفديكمْ
بعمري سوفَ أفديكم
زليخةَ لنْ تحاصرني
ونصرُ اللهِ بعدَ السجنِ آتيني
وآتيكمْ
فبشرى الخيرِ أسرانا..