كيف يبدأ الحب؟ يمر الحب بمرحلتين:
- المرحلة الأولى: الإعجاب، وقد يكون الإعجاب متبادلاً أو قد يكون – في البداية – من طرف واحد، ويظل كذا فترة من الوقت، حتى يعرف الآخر. وقد يظل طي الكتمان دون أن يعرف الآخر.
- المرحلة الثانية: وفيها يتفق الحبيبان، ويعترفان بحبهما، وذلك بصرف النظر عن التفكير في: هل هذا هو الحب الحقيقي. وهل سيستمر أم لا؟ وكيف يحافظان على حبهما بعد أن تواعدا على الإخلاص لبعضهما؟
ويلجأ بعض الشباب إلى التحايل لاستمرارية علاقتهم فيلجأون إلى، ما يعتقده بديلاً عنه وهو "الزواج السري" أي الذي لا يعلم عنه أحد سوى هو وحبيبته، ومن المعروف أنه لا يستمر نظراً لعدم شرعيته أو صحته وكذلك للتطورات التي تحدث نتيجة لهذا الزواج، وبخاصة عندما يعلم الأهل، أو يحدث حمل، وهنا يكونان قد أوقعا نفسيهما في مشكلات أكبر يصعب حلها، أو الخلاص منها.
ويلجأ بعض الشباب لهذا الأسلوب للتنقل من علاقة لأخرى بعقد زواج سري، وهو كثيراً ما يحدث، اعتقاداً منهم بأنه لا يغضب الله.
أما الشاب (أو الشابة) الذي يفكر بطريقة منطقية وعقلانية صائبة، فإنه يفكر في تأمين مستقبل حبه بصورة شرعية وبلا مشكلات، ولكن قد تحدث ظروف تحول دون استكمال قصة الحب هذه، فيتعرض الشاب أو الشابة لما يسمي بصدمة أو جرح الحب الأول.
* فكيف يخرج المراهق من هذه الصدمة؟ وكيف يتغلب عليها حتى لا تترك آثاراً أو رواسب في نفسه؟
- في البداية يصاب الشباب بالإحساس بالإحباط، أو بخيبة الأمل لفترة، ثم يفيق بعدها، ويدرك أن هذه المشاعر كانت مشاعر مراهقة أو أنها كانت ستواجهها حتماً مشكلات كثيرة لن يقدرا على حلها ومن ثم لابد من النهاية بدلاً من الاستمرار بدون أمل.
وعندما تتاح له أو لها الفرصة بعد ذلك وبعد سن النضوج وتغير الظروف، سيستطيع كل واحد تحقيق حلمه بالفعل وليس بالوعود فقط.
قد يتسلل إلى الشاب إحساس بأنه لن يجد مثل هذا الشخص، وأن حياته لا معنى لها بدونه، وذلك لأنه صدم في حلم جميل يحلم به، إذ صور له عقله إمكانية الحياة مع هذا الشخص بدون أي عوائق أو مشكلات، لذا فإنه يصدم عندما يجد أن الأحلام شيء وتحقيقها شيء آخر.
ويستطيع المراهق أو الشاب الخروج من هذه الصدمة عندما يفكر بطريقة هادئة عقلانية بلا انفعال، ويشغل نفسه بالاندماج في الحياة، وبتوطيد علاقته بمن حوله وبأسرته وبأصدقائه، وبألا يترك نفسه فريسة للتفكير فيما مضى حتى لا يعذب نفسه.
استفد من هذه التجربة، ولا تدعها تمر دون التعلم منها، فالبعض لا يكاد يخرج من صدمة علاقة حب لم يتم لها التوفيق، حتى يرتبط بعلاقة أخرى، وبهذا لا يمكن إطلاق كلمة الحب على هذه المشاعر، بل هي لا تتعدى مشاعر الإعجاب أو تسلية الوقت.
لذا يجب على كل شاب (أو فتاة) أن يحافظ على طهارة جسده وفكره بعيداً عن العلاقات المشبوهة أو العلاقات القائمة على المتعة الحسية، بحجة أن الجميع يفعلون هكذا، وأن هذه هي متطلبات سنهما.
فالإنسان الذي يعتاد إقامة علاقات كثيرة مع الجنس الآخر لا يستطيع – عادة – أن يقلع عن هذه العادة حتى بعد أن يتزوج، إذ يشعر دائماً بالملل وتنتابه رغبة في التغيير، فلا يستطيع الحصول على الاستقرار أو الهدوء في حياته، فلا تسمح لنفسك أن تسود عليك هذه العادة، وصن نفسك وجسدك وكرامتك أمام الله، وأما نفسك حتى يكلل حبك بالزواج المقدس الشرعي بالزوجة المناسبة في الوقت المناسب، بإذن الله.