رغبةٌ جامحةٌ في الكتابة عن كلّ شيءٍ يحويك تحتويني الآن ،
أريدُ تفريغ كلّ ما تبقّى في قلبي / ذاكرتي في ورقتي هذه
و لـ تكن الأخيـرة !
لتكن فقط ؛ فإنّي أعلمُ قلبي ومساوئه و نبضاته المشتاقة دومًا و المخلصة أيضًا ،
لا تخبرني ماذا أهذي ؟ أو ما هذه الألغاز ؟
بل دَعنِي أنطلق بحريّة في عالمي الّذي طالما هويته ،
دعني أتنفّس قليلًا بعيدًا عنك وعن هواءك الّذي امتلكته كلٌّه لنفسك وخنقتني ،
و .. جعلت منّي نزوةً عَفِنةً قد مَضْت و انتهت دونَ عودةٍ !
عن أيّ عودةٍ أتحدَّثُ أصلًا ؟
أعن عودةِ الرّوح إلى الجسد أم هو عودة النبض إلى القلب المعشوق ؟
" ههه " ؛ لم يتبقَ فيّ سوى بضعِ عقلٍ لأفكّر بتلكَ العودة المُحَالة و المستميتة وجعًا ،
كلّ شيءٍ كان يخصّك كان موجعٌ أصلًا !
وإنْ كان عالم الهَوى حِلُو المعالم ، لا تشوبه أيّ ذرّةٍ عَكِرة سوى بوجودك !
للأسف أيُّها الرَّاحِلُ عن قلبي ‘؛ و بألمٍ يعتريني أُخبركَ : أنّني لا زلتُ أحتفظُ بملامحك
الّتي طالما خدعتني بزيفها القاتل في بقايا قلبي ،
وأنّكَ لا زلتَ تزورني في أحلامي وأنتَ تعلمُ جيّدًا أنّك أصبحتَ ضيفًا ثقيلًا عليّ ،
وكلماتك / صوتك يترنّموا بأذنيّ في كلّ مساء حينما يبزغ القمر بنوره علينا بليلةٍ كانت فيما
مضى أجمل !
للأسف حقًّا ! أنّك لا زلتَ تجاورني في حياتي الّتي تمنيت كثيرًا أنْ تتحول فيها إلى ماءٍ فتتبخّر
بلا عودة .
..
ولتعلم أنّني لم أُنهي ما كتبتهُ ذاكرتي بنقطةٍ كما تُلزِمنا اللّغة العربيّة دائمًا ؛
بل أنهيته لأُعلمكَ أنّني : قلبتُ صفحةَ الماضي على صفحةٍ بيضاءٍ هي أجمل ؛ لأعيشَ حياتي
دونَ قيدٍ ووجعٍ وأحيــا في عالمي دونَ خداعٍ ونفاقْ ،