الاسلام فكرة و طريقة عضو نشيط
المشاركات : 62 العمر : 36 الموقع : اوكرانيا الجنس : تاريخ التسجيل : 09/08/2009
| موضوع: استئناف الحياة الاسلامية الأحد أكتوبر 25, 2009 11:05 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
استئناف الحياة الاسلامية الحلقة الأولى
الاسلام مبدأ، فكرة وطريقة لا شك أن الاسلام عقيدة ونظام حياة، لم يكن في يوم من الأيام فلسفةً يُبحثُ عنها في بطونِ الكتب، ولا كان أفكارًا خياليةً عن جمهورياتٍ فاضلةٍ لا تحيا في أرض الواقع، وإنما هو معالجات لواقع البشر، لقد جاء الإسلام مجموعة مفاهيم عن الحياة، تشكل وجهة نظر معينة، جاء ليرسم للناس طريقة معينة في العيش، فهذه الأفكار والتي يرافقها طريقة تطبيقها، تشكل في مجموعها المبدأ الاسلامي. وإنه لمن معالم عظمة هذا الدين، أن نظامه يتميز عن غيره من النظم، ليس فقط بصواب معالجاته، وليس فقط بأن الانسان لا يصلح في أي زمان أو مكان إلا بها، بل علاوة على هذا بأن معالجاته قابلة للتطبيق، وأنه اشتمل على بيان لطريقة تنفيذ هذه المعالجات في الواقع، على النقيض من النظام الديمقراطي مثلا، والذي جاء بمعالجات يستحيل تطبيقها في الواقع، مما اقتضى من القانونيين والمتشرعين دوما البحث عن ترقيعات للنظام الرأسمالي تطيل عمره إذ يواجه بصخور الواقع الرواسي. إن الأصولي إذ يدرس الأصول، أو يبحث في الأصول لا بد له من تأطير بحثه بإطار الأصول، فيبحث في العلوم اللازمة له كأصولي، وعليها يتكؤ، وكذلك الفقيه لا بد له من زاد من العلوم الشرعية واللغوية تخدم بحثه وتوجهه الفقهي. أقول، والأمة الاسلامية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها لا بد لها من تحديد معالم الصراع بين الحق والباطل، لتتحسس سلاحها الفعال في هذا الصراع المرير، فتتمسك به فلا تتيه في قضايا جانبية لا تخرجها من واقعها الفاسد إلى الواقع المنشود. وأبسط نظرة إلى طبيعة هذا الصراع والذي أفرز انحطاط الأمة الاسلامية إلى هاوية العيش في ظل أنظمة الكفر وهبط بها عن المستوى اللائق بها والذي يضمنه لها حسن تطبيقها لشرعة ربها في واقع حياتها، نجد أنه صراع بين عقيدة باطل تريد أن تزيح العقيدة الاسلامية من صدور أبناء هذه الأمة لتحل محلها، ونظام غربي يراد له أن يكون المسير لحياة الأمة يصرفها عن النظام الذي شرعه لها رب العالمين سبحانه، لا شك أن الأمة تعيش صراع حضارات، أي طرائق للعيش. وكما كان من الواجب على الأصولي أن يدرس العلوم اللازمة له ليكون أصوليا، لا بد لنا أن ننظر في الاسلام لنرى وندرس الجانب المتعلق منه بالواقع وكيفية علاجه وتنفيذ هذه المعالجات، وبالانسان وكيفية إنهاضه، وبالأمة وكيفية قيادتها لتعود لاقتعاد مكانتها، لا بد لنا من أن نرى آلية تطبيق الاسلام في الواقع وآلية الاسلام في هدم الباطل وإحقاق الحق مكانه، لا بد لنا ونحن نرى الحيرة في العيون، والفتن التي تترك الحليم حيرانا، من أن نضع أيدينا على أعمدة قامت العقيدة الاسلامية عليها جعلتها قوة هائلة مسيرة للانسان في الحياة، فنرى كيف أجابت العقيدة الاسلامية على التساؤلات المتعلقة بالانسان والكون والحياة، فنضمن بذا أن نخرج العباد من عمومات نشأوا عليها، وتقليد في العقيدة جعل بعض المسلمين كالريشة في مهب ريح الفتن، إلى ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن الذي تدعوه هذه العقيدة دوما إلى التدبر والتأمل ليكون إيمانه عن عقل وبينة وتحذره الأخذ بما وجد عليه آباءه من غير نظر فيه وتمحيص له وثقة ذاتية بمبلغه من الحق . هذا هو الإيمان الذي دعا الإسلام إليه ، وهو ليس هذا الإيمان الذي يسمونه إيمان العجائز ، إنما هو إيمان المستنير المستيقن الذي نظر ونظر ، ثم فكر وفكر ، ثم وصل من طريق النظر والتفكير إلى اليقين بالله جلت قدرته، وكيف لمن بنى إيمانه على هذا الأساس المتين أن يتيه؟. لا بد لنا ونحن نرى اهتزاز الثقة في صلاح تطبيق الاسلام في عصر الذرة والفضاء، خصوصا مع انعدام النموذج الحي المتمثل في الدولة الاسلامية التي تطبق الاسلام، من أن نرسم للمسلمين الصورة الصحيحة لطريقة تطبيق الاسلام في الواقع، لا بد لنا من أن ندرس الاسلام بعين المتلمس لطريقته في تطبيق نظامه في الواقع، بهذا كله نكون قد وضعنا أيدينا على السلاح اللازم لنا في معركة الحق مع الباطل، وبهذا فقط نكون قد سرنا في طريق استئناف الحياة الاسلامية فعلا.
إن السد المنيع الذي يحمي الطريقة من الانحراف ويحمي العاملين بحسبها من الانزلاق في مهلكة الشك فيها، هو فهم الطريقة فهما دقيقا واستيعاب أحكامها استيعابا كاملا، وهذا بالنسبة للكتلة قد تحقق تحققا منقطع النظير، قدوتنا في ذلك رسول الله عندما كان يخبر صحابته بالنصر والتمكين وهم في أشد حالات الضعف، فهو يخبرهم في شعب أبي طالب حيث المجاعة بأنهم سيغنمون من غنائم كسرى، وهو يخبرهم في خضم تلقيهم العذاب بسيادة الإسلام على المدر والوبر، وهو يعطي سراقة أساور كسرى وهو خارج من مكة، وكلها روايات مشهورة. لذا اقتضى الأمر منا أن نبحث هذا البحث الذي نضع فيه أيدينا على هذه المعالم المهمة في طريق التغيير، والتي أبرزها، فكرة المبدأ، والفكرة والطريقة والأسلوب والوسيلة. لقد تفكر الإمام الشافعي رضي الله عنه في عصر رقي الفقه الاسلامي، واجتهد فأحسن، فكان علمُ أصول الفقه، ومن ثم كان لهذا العلم مصطلحاته التي يقوم عليها، كالدليل والأمارة، وما شاكل، ولا بد لنا في هذا العصر من تأصيل للفكر الاسلامي يفي بمقتضيات طبيعة المرحلة، على أنه ينبغي أن يُفهم أننا لا نبغي بذا إيجاد علم جديد، وإنما الأمر: وضع اليد على طبيعة الاسلام الحركية في التعامل مع الانسان في طريق نهضته، ومع الواقع الفاسد إبان تغييره، فلا بد إذن من دراسة الاسلام كمبدأ. والناظر المتفحص في معالم الهجمة الشرسة على الاسلام ونظامه يرى بوضوح تلك المحاولات الحثيثة لاستبدال معالجات الاسلام بالمعالجات الغربية الكافرة، كوضع النظام الديمقراطي محل نظام الخلافة، وكسنّ طرائق ما أنزل الله بها من سلطان، محل طريقة الاسلام الثابتة، كالقول بإلغاء الجهاد والاكتفاء بالتبشير مكانه، أو سجن السارق بدلا من قطع يده، فلا بد إذن من تأطير تلك المجموعة من المعالجات التي لا تقبل التغيير ولا التبديل بإطار ينتظمها نفهم من انضوائها تحته بأنها غير قابلة للتغيير، فكان ما اصطلحنا عليه باسم الطريقة.
ولقد حاول الكافر المستعمر والمضبوعون من أتباعه خلط هذا بما تضمنه الاسلام من أحكام متعلقة بما نسميه الوسائل والأساليب، يمكن الأخذ بها طالما أنها مباحة، كاستخدام المذياع لحمل الفكرة، فلا بد للمسلمين من التمييز بين ما هو ثابت غير قابل للتغيير ولا التبديل، وبين تلك التي سميناها الوسائل. فما هو المبدأ؟ ولماذا نرى أهمية فهم الاسلام كمبدأ؟ قال في لسان العرب: البَدْء فِعْلُ الشيءِ أَوَّلُ . بَدأَ بهِ وبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءًا، إ.هـ. وقال في القاموس المحيط: مبادئُ العلم أو الفنّ أو القانون هي قواعده الأساسية التي يقوم عليها ولا يخرج عنها جمعه مَبادِئُ. المبدأ في اللغة مصدر ميمي من بدأ يبدأ بدءاً ومبدأ. وفي اصطلاح الناس جميعاً هو الفكر الأساسي الذي تبنى عليه أفكار. إن كلمة مبدأ لغة تعني مصدر الابتداء، وهي في مجال بيان حقيقة الوجود في مصدره ومصيره وصلته بهما تعني مصدر بدء هذا الوجود وصلة هذا الوجود به. وهذا يعني الفكرة الشاملة للوجود وما تقدمه هذه الفكرة من أنظمة للحياة. وهكذا أطلقت كلمة مبدأ على الفكرة الشاملة وأنظمتها، أي العقيدة ومعالجاتها. ويقابل كلمة المبدأ كلمة الإيديولوجيا بالتعبير المعاصر . الفَكْرُ والفِكْرُ إِعمال الخاطر في الشيء؛ قال الجوهري: التَّفَكُّر التأَمل, والاسم الفِكْرُ والفِكْرَة , والمصدر الفَكْر بالفتح. و الطَّرِيقُ السبيل, تذكَّر وتؤنث; تقول : الطَّريق الأَعظم والطَّريق العُظْمَى وكذلك السبيل, والجمع أَطْرِقة و طُرُق. و الطَّرُيقة السِّيرة. و طريقة الرجل: مَذْهبه. يقال: ما زال فلان على طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة. وفلان حسن الطَّرِيقة, والطَّرِيقة الحال. يقال : هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة; وقوله تعالى : "وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ "أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى... وقال الأَخفش : "بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى" أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه . وقال الفراء : "كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا " أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة أَهْواؤنا . والأسلوب: وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ, فهو أُسلوبٌ. قال: و الأُسْلوبُ الطريق, والوجهُ, والـمَذْهَبُ; يقال: أَنتم في أُسْلُوبِ سُوءٍ, ويُجمَعُ أَسالِـيبَ والأُسْلُوبُ : الطريقُ تأْخذ فيه. والأُسْلوبُ, بالضم : الفَنُّ; يقال: أَخَذ فلانٌ في أَسالِـيبَ من القول أَي أَفانِـينَ منه. قال في محيط المحيط عن الوسيلة: و وَسَّل فلانٌ إِلى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِليه. و الواسِل الراغِبُ إِلى الله; قال لبيد : أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم بَلى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلى الله واسِلُ و توَسَّل إِليه بوَسيلةٍ إِذ تقرَّب إِليه بعَمَل. وتوَسَّل إِليه بكذا: تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه . والوَسِيلةُ : الوُصْلة والقُرْبى , وجمعها الوسائل قال الله تعالى : أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ الجوهري : الوَسِيلةُ ما يُتَقَرَّبُ به إِلى الغَيْر , والجمع الوُسُلُ والوسائلُ . نرى بوضوح أن كلمة المبدأ تطلق على الفكر الأساس، فلا بد إذن من حصر الأفكار الأساسية التي قام الاسلام عليها، والتي انبثق النظام منها، لنتبين معالم المبدأ. ونرى أن هنالك مجموعة من الأحكام الشرعية العملية كما ونرى سير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على طريقة محددة لم يحد عنها في قضايا معينة، نرى كذلك أن الشارع بين لنا طريقة تنفيذ أوامره وطريقة معاقبة وزجر من يخوض في ما نهى عنه، فاتسمت هذه المجموعة بسمة أن معالمها شديدة الوضوح، لا ترى في السير فيها ظلمات ولا أمورا مفاجئة تتطلب إعادة نظر فيها، فهي إذن على كيفية ثابتة لا تحيد عنها، فكان المصطلح الأدق لوصف هذا المجموع من الأفكار والمعالجات التي هذه سمتها، مصطلح الطريقة، أو السنة، وقد جاء بهذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يؤكده، قال في التهذيب: السُّنَّةُ الطريقة المحمودة المستقيمة , ولذلك قيل : فلان من أَهل السُّنَّة ; معناه من أَهل الطريقة المستقيمة المحمودة , وهي مأْخوذة من السَّنَنِ وهو الطريق . وامْضِ على سَنَنِك أَي وَجْهك وقَصْدك . وللطريق سَنَنٌ أَيضاً , وسَنَنُ الطريق وسُنَنُه وسِنَنُه وسُنُنُه : نَهْجُه . يقال : خَدَعَك سَنَنُ الطريق وسُنَّتُه .انتهى روى ابن ماجة : عن العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد. فالسنة هنا الطريقة الثابتة التي لا تختلف ولا تتخلف. يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل الاسلام فكرة و طريقة في الأحد أكتوبر 25, 2009 10:39 pm عدل 1 مرات | |
|
sabreen مشرفة قسم الفرفشة
المشاركات : 3843 العمر : 33 الموقع : بيت فجار الجنس : تاريخ التسجيل : 06/07/2009
| موضوع: رد: استئناف الحياة الاسلامية الأحد أكتوبر 25, 2009 12:09 pm | |
| مشكووووووووووووور وان شاء الله في مزيد من التقدم يا رب | |
|
فوضىآ علىآ بآ عضو مميز
المشاركات : 2782 الموقع : بيـــ/ٌـــت فجـــ/ٌــــار الجنس : نقاط التميز : 11 الاوسمة : رقم العضوية : 197 تاريخ التسجيل : 02/01/2009
| موضوع: رد: استئناف الحياة الاسلامية الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 1:13 am | |
| اخوي الوطنية في وقتنا الحالي لما وصل اليه العالم اليوم حلت محل كلمة الجهاد ككلمة فقط.... انما المعنى بنظري ايضا والمضمون وطنية يعني حماية الوطن كوطن فقط لا غير وليس وطنية ل لحزب معين ولا لتكتل او اي مسمى معين بحد ذاته... الوطنية والجهاااد....نفس الطريقة نفس االعمل نقول...والمبدا لكن اختلف الفكر في طريقة التطبيق... وهنا تاتي نقطة الاختلاف هل الوطنية من الاسلام ام لأ؟...؟ هاذ الي اقدرت استوعبة من الموضوع اخوي يا ريت تنزل الموضوع بلغلة اكثر سلاسة..للاستيعاب اكثر والتفاعل مع الموضوع المهم بشكل اكبر مشكوووور جداااااااااا كل الاحترام والتقدير لشخصك تقبل المرور
| |
|
الاسلام فكرة و طريقة عضو نشيط
المشاركات : 62 العمر : 36 الموقع : اوكرانيا الجنس : تاريخ التسجيل : 09/08/2009
| موضوع: رد: استئناف الحياة الاسلامية الجمعة نوفمبر 27, 2009 1:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اخي العزيز ( فوضى ) : اولا : جزاك الله خيرا على اطلاعك على الموضوع . ثانيا : بالنسبة لتعليقك على الموضوع فردي عليه كالتالي : اخي الطيب : الوطنية ( التي يروج لها اليوم ) تختلف كل الاختلاف عن الجهاد . ولاحظ كلمة ( التي يروج لها اليوم : اي ان الوطنية في واقعنا اليوم تعني التعصب للوطن وانه هو الرابط بين ابناء البلد الواحد وهذا يعني في عصرنا الان ان النصراني الفلسطيني اقرب لنا من المسلم الباكستاني و هكذا و الوطنية في عصرنا تحل للجندي الاردني بقتل الجندي المصري ان هو اعتدى على حدود "" وطنه الاردن اولا " هذه هي حقيقة الوطنية في عصرنا . ولا تعني بحال : حب الوطن اي حب مكان الولادة والعيش : فهذا الحب فطري لا يستطيع احد ان يلغيه او يجبر احد على تركه . فالمقصود " بالوطنية " اي ان يكون الرابط بين المسلمين هو الوطن " قطعة ارض " وليس العقيدة الاسلامية .ولو رجعت للقاموس المحيط وبحثت في باب حرف الواو عن كلمة وطن ستجد : الوطن : هو مكان الاقامة والسكن و النزول . وهو ايضا حظيرة الغنم والبقر والمدينة وطن و القرية وطن لانها مكان للسكن والاقامة . اذا نحن عندما نهاجم الوطنية لا نهاجم هذا المعنى اللغوي انما نهاجم المعنى الاصطلاحي لها المتمثل : بجعلها رابطة تربط بين الناس . اما بالنسبة لقرنك الجهاد بالوطنية فأقول : الجهاد : هو حكم شرعي له شروطه وضوابطه في الاسلام ولا يسمى الجهاد جهادا الا اذا كان لهدف واحد وهو : اعلاء كلمة الله عز وجل . وليس هدف الجهاد بالدرجة الاولى هو حماية الاوطان وان كان حماية الاوطان هو نتيجة طبيعية لهذا الجهاد : والدليل على ذلك : ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعيشون في المدينة المنورة ولم يظلوا في وطنهم المدينة المنورة انما خرجوا للجهاد في العالم . لماذا ؟ لان الهدف من الجهاد كان : نشر الدين الاسلامي . وهذه هي وظيفة الجهاد الاساسية اضافة لوظيفته الطارئة في حال احتل شبر من ارض المسلمين كما هو حال بلادنا الاسلام اليوم . واذكرك اخي الكريم : ان هذه الوطنيات وهذه الكيانات والدول الكرتونية انما هي من تقسيمات اتفاقية سايكس بيكو البريطانية التي شرذمت الامة الاسلامية وجعلت لكل دويلة كرتونية علما يقدسه اصحابها و كأنه منزل في القران وهو يمثل تشرذم المسلمين في حين انهم يهينون قطعة قماش تضعها المرأة على جسدها " الحجاب " و ينعتوها بالخيمة تارة وتارة بالفاظ اخرى مع ان هذه القطعة من القماش تترجم اطهر ايات العفة في القران . فعجبا لهم كيف يحكمون .!!! اقول لك اخي : اياك والانخداع بالدعوات المقنعة للوطنية ويحاولون تصويرها انها هي حب الوطن . فبالله عليك هل حب الوطن يجيز للمسلم قتل اخيه المسلم مثلا كما حصل بين السعودية واليمن والمغرب والجزائر و غيرها . لا والله . اما بالنسبة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( عندما هاجر من مكة ) : والله انك احب بلاد الله الى الله وانك احب بلاد الله الي ولو ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت . فهذا الحديث لا يدل على ان الوطنية " التعصب للوطن " من الاسلام . بل على العكس : فالرسول صلى الله عليه وسلمن يقول : والله انك احب بلاد الله الى الله : اي انه يحبها لانها احب بلاد الله وليست لانها وطنه اي مكان ولادته وعيشه والدليل على ذلك : انه بعد فتح مكة سنة 10 هــ لم يسكن النبي صلى الله عليه و سلم مكة انما سكن في المدينة كقائد للدولة الاسلامية . اضافة الى الاحاديث التي تنهى عن العصبية : فقد قال صلى الله عليه وسلم : اتركوها فإنها نتنه . وقوله : من دعا الى عصبية فليس منا .واذكرك ايضا : ان الصحابة رضوان الله عليهم : الرسول محمد بن عبد الله ( العربي ) وصهيبا ( الرومي ) و بلالا ( الحبشي ) لم يربطهم الوطن فهم من اوطان مختلفة انما الذي ربطهم هو العقيدة الاسلامية . وصلاح الدين الايوبي (( الكردي ))عندما حرر بيت المقدس لم يحررها لانها وطنه بل على العكس فهو كردي ولو وضعناه في ميزان الوطنية لكان فتحه لبيت المقدس غير جائز . لكنه حررها لانه يريد نشر الاسلام فيها وان تحكم بالاسلام بغض النظر هل هي وطنه مكان ولادته ام لا . فتدبر رعاك الله . ايضا : سلمان (( الفارسي )) قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : سلمان منا آل البيت . مع انه من بلاد فارس وليس من وطن المدينة المنورة . == > لذلك كان يقول سلمان الفارسي : أبي الاسلام لا أبا لي سواه ********* * وان هم افتخروا بقيس او تميم . وايضا : تذكر يا رعالك الله : ان العرب كانوا قبل الاسلام مشرذمين الى قبائل وكانت تدور بينهم لأتفه الامور وليست عنا حرب داحس والعفراء ببعيدة . مع انهم كانوا اكثر شهامة منهم في عصرنا وكانت لغتهم واحدة وقيمهم واحدة . الا انهم لم يتوحدوا ولم تصبح لهم كلمة مسموعة في العالم الا بعد ان وحدهم الاسلام وربطتهم العقيدة الاسلامية فاصبحوا جزءا من امة اسلامية عربا وعجما تمتد من اسبانيا غربا الى اندونيسيا والصين شرقا . واخيرا ... ادعوا الاخوة الكرام للتفاعل مع الموضوع لانه موضوع خطير يضرب في عضد الامة حتى انه اصبح الوطن يقسم الى مدن وهناك عصبية للمدن ثم في نفس القرى حتى هناك عصبيات قبلية وبلدتنا بيت فجار خير مثال على ذلك . فاللهم ابعدنا عن العصبية الا للاسلام . وبارك الله فيكم | |
|
صمت عضو فعال
المشاركات : 138 الجنس : تاريخ التسجيل : 15/11/2009
| موضوع: رد: استئناف الحياة الاسلامية الإثنين نوفمبر 30, 2009 2:46 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك اخي المسلم وجعله الله في ميزان حسناتك اضاء الله عليك قبرك بنورا من نوره | |
|