ابو فلسطين مشرف القسم الاسلامي
المشاركات : 2534 العمر : 34 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 12 الاوسمة : رقم العضوية : 100 تاريخ التسجيل : 29/11/2008
| موضوع: الفصل الثالث قصة ادم على أضواء الإثنين ديسمبر 01, 2008 6:18 pm | |
| الفصل الثالث قصة ادم على أضواء
قبل استخلاص القواعد التربوية، لا بد من بيان بعض المقاصد التي تشوهت في كثير من كتب التفسير لاعتمادها على ما يسمى الإسرائيليات، وفيما يلي هذه التوضيحات:
أولا: قول الملائكة في مشهد حوار الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) هذا القول ليس تكبرا ولا ظنيا ولا تفضيلا لأن ذلك يتعارض مع خصائص الملائكة كما بين القرآن الكريم وذكرنا ذلك في الأسطر السابقة فهي لا تعصي، ولا تفعل إلا بأمر أو إذن ولا تقول إلا صوابا. فكيف نفهم قول الملائكة؟ كما بينت ختام الآيات (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) فيأتي دلالة قولهم على قصور علمهم بحدود ما يعلمونه فيكون إقرارا بما يعلمونه وان هناك ما لا يعلمونه. فآدم مخلوق من طين فاسد يحتاج إلى طعام (ذبح الأنعام) ولأنهم لا يعلمون أكثر من ذلك أظهروا عجزهم ببيان بعض من وظيفتهم (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
ثانيا: تعليم آدم الأسماء، وحيث أختلف المفسرون في ذلك إلا قليل، فما هو الشيء الذي يختص بآدم ولا يعلمه الملائكة، فالأرض بمكوناتها أصبحت معلومة للملائكة، وعلم الأكوان معلوم لديها، فما الذي لا تعلمه ولم يسبق لمخلوق أن عرفه، هذا العلم هو الشرك بالله، الأنداد، لهذا قال أسمائهم، وقال هؤلاء، وهي دلالة حسية، وعليه يكون هذا التعليم، هو تعليم بالشرك الذي سيحصل، والأنداد التي ستكون، ولنتذكر الآيات قبل قصة آدم في سورة البقرة (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)) فقوله هنا وانتم تعلمون لأن الله علم آدم الأنداد. ثم يقول الله تعالى في ختام المشهد (وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) فماذا يكتم الملائكة، وهم أهل الطاعة، هم طبعا لم يقولوا ما جبلهم الله عليه (وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). وتأكيدا للأنداد ما جاء به الشيخ صلاح أبو عرفه، في ذكر الأنداد التسعة في القرآن الكريم في مقالة له على موقع أهل القرآن.
ثالثا: السجود، حيث تباينت الإجتهادات في تعليل هذا السجود، ولكن عندما نعود إلى القرآن، نرى أن السجود سمة العلاقة بين العبد وربه، وفي مشهد قصة آدم، المشهد جعل خليفة، والرابط يجب أن يكون في البدء، فكان السجود علامة لآدم، ليتعلم السجود، فالسجود من خصائص الملائكة، يقول الله تعالى في سورة الأعراف (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)) وفي سورة طه (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)) وأيضا في سورة الحج (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)) ويقول تعالى في أول سورة نزلت على محمد عليه الصلاة والسلام (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)). فهو درس.
رابعا: الجنة ومكانها، اختلف العلماء في ذلك، وفيما يلي بيانا لهذه الجنة، فهي ليست جنة الآخرة للأسباب التالية: - أن جنة الآخرة استحقاقا ثوابا، وهذه محطة للخروج إلى الأرض - أن هذه الجنة قد حدد الله خصائصها (لا تجوع ولا تعرى، ولا تظمأ ولا تضحى) بينما جنة الآخرة غير ذلك، حيث يقول عنها رب العزة في سورة الواقعة (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21)) - أن إبليس أيضا كان فيها بدليل أخرج منها أهبط منها، وكذلك آدم تم إهباطه منها. - أن كلمة الإهباط التي استخدمت مرتبطة بالجنة هذه وردت في القرآن الكريم في ثلاث مواضع أخرى تدل كلها على أنها مواضع أرضية، وهي في سورة البقرة عن بن اسرائيل (اهْبِطُوا مِصْرًا) وأيضا في البقرة عن الحجارة (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) وفي سورة هود عن نوح (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ) وعن هذه الجنة أربع مرات. فيكون أكثر دلالة على أنها للأرض، لأن القرآن استخدم كلمة إنزال حينما يتعلق الأمر بالسماء، فكان الإنزال للحديد، الماء، الأنعام،اللباس، القرآن، وغير ذلك. خامسا: الشجرة، هذه أيضا حاول العلماء، فبعضهم ترك أمرها، والبعض أخذ بالإسرائيليات، وليس لديهم من علمها شيء، مع أن دلالتها موجود في القرآن وهي كما يلي: هذه الشجرة هي الحد الفاصل بين الجنة التي لها هدف القيام بحاجة آدم (لا تجوع ولا تعرى، ولا تظمأ ولا تضحى) وبين الأرض التي سيتوجه إليها آدم. شاءت حكمة الله أن يكون هذا الموقف تربويا تأديبيا كما سنرى لاحقا، فهذه الشجرة هي من شجر الدنيا ليس بها خصائص الجنة المذكورة، والوصول إليها لا يتأتى إلا إذا أصبح آدم جاهزا، حيث في البداية كان بلا عزم كما ذكر القرآن، ولأنه لم ينتظر، ولأنه نسي ولأنه عصى، ذهب إلى هذه الشجرة والذهاب عزم، فأكل، فأخرج فبانت عورته. لأن هذه الشجرة أكلها له إخراج عكس بقية الجنة. ولنلاحظ أيضا كما سيأتي في الدلالات التربوية أن الجنة من مشتقاتها أيضا الجنين (والله أعلم | |
|
الطائر الجريح المراقب العام
المشاركات : 2710 الجنس : نقاط التميز : 20 الاوسمة : رقم العضوية : 7 تاريخ التسجيل : 18/11/2008
| موضوع: رد: الفصل الثالث قصة ادم على أضواء الإثنين ديسمبر 01, 2008 6:47 pm | |
| | |
|
سحب الايمان نائب المدير العام
المشاركات : 6801 العمر : 35 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 20 رقم العضوية : 2 تاريخ التسجيل : 18/11/2008
| موضوع: رد: الفصل الثالث قصة ادم على أضواء الإثنين ديسمبر 01, 2008 7:29 pm | |
| جزاك الله كل خير بميزان حسناتك ان شاء الله تقبل مروري سحب الايمان | |
|
princessa مشرفة قسم الفرفشة
المشاركات : 507 العمر : 30 الموقع : قلب امي الجنس : نقاط التميز : 11 الاوسمة : رقم العضوية : 15 تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: رد: الفصل الثالث قصة ادم على أضواء الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 4:37 pm | |
| princessa | |
|
MAX1 essa // المدير العام
المشاركات : 58191 العمر : 34 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 20 الاوسمة : رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: رد: الفصل الثالث قصة ادم على أضواء الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 11:27 pm | |
| شكراااا لك على الموضوع الرائع والمجهود المميز يعطيك العافية تحياتي | |
|
ابو فلسطين مشرف القسم الاسلامي
المشاركات : 2534 العمر : 34 الموقع : بيت لحم الجنس : نقاط التميز : 12 الاوسمة : رقم العضوية : 100 تاريخ التسجيل : 29/11/2008
| |